وَكَانَ الْفِصْحُ وَعِيدُ الْفَطِيرِ سَيَحُلّانِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ، وَمَازَالَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَسْعَوْنَ كَيْ يَقْبِضُوا عَلَيْهِ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُوهُ. | ١ |
فَإِنَّهُمْ قَدْ قَالُوا: «لا يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْعِيدِ، لِئَلّا يَحْدُثَ اضْطِرَابٌ بَيْنَ الشَّعْبِ!» | ٢ |
وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ عَنْيَا، مُتَّكِئاً فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ، جَاءَتِ امْرَأَةٌ تَحْمِلُ قَارُورَةَ عِطْرٍ مِنَ النَّارِدِينِ الْخَالِصِ الْغَالِي الثَّمَنِ، فَكَسَرَتِ الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتِ الْعِطْرَ عَلَى رَأْسِهِ. | ٣ |
فَاسْتَاءَ بَعْضُهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ وَقَالُوا: «لِمَاذَا هَذَا التَّبْذِيرُ لِلْعِطْرِ؟ | ٤ |
فَقَدْ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هَذَا الْعِطْرُ بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِ مِئَةِ دِينَارٍ، وَيُوهَبَ الثَّمَنُ لِلْفُقَرَاءِ». وَأَخَذُوا يُؤَنِّبُونَ الْمَرْأَةَ. | ٥ |
غَيْرَ أَنَّ يَسُوعَ قَالَ: «اتْرُكُوهَا! لِمَاذَا تُضَايِقُونَهَا؟ إِنَّهَا عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَناً. | ٦ |
فَإِنَّ الْفُقَرَاءَ عِنْدَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَمَتَى شِئْتُمْ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِمْ. أَمَّا أَنَا فَلَنْ أَكُونَ عِنْدَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ. | ٧ |
إِنَّهَا عَمِلَتْ مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ. فَقَدْ سَبَقَتْ فَعَطَّرَتْ جَسَدِي إِعْدَاداً لِلدَّفْنِ. | ٨ |
وَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ حَيْثُ يُبَشَّرُ بِالإِنْجِيلِ فِي الْعَالَمِ أَجْمَعَ، يُحَدَّثُ أَيْضاً بِمَا عَمِلَتْهُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ، إِحْيَاءً لِذِكْرِهَا!» | ٩ |
ثُمَّ ذَهَبَ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ، أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ، إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ لِيُسَلِّمَ يَسُوعَ إِلَيْهِمْ. | ١٠ |
فَلَمَّا سَمِعُوا بِذلِكَ، فَرِحُوا، وَوَعَدُوهُ أَنْ يُعْطُوهُ مَالاً. فَأَخَذَ يَتَحَيَّنُ تَسْلِيمَهُ فِي فُرْصَةٍ مُنَاسِبَةٍ. | ١١ |
وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنْ أَيَّامِ الْفَطِيرِ، وَفِيهِ كَانَ يُذْبَحُ (حَمَلُ) الْفِصْحِ، سَأَلَهُ تَلامِيذُهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنُجَهِّزَ لَكَ الْفِصْحَ لِتَأْكُلَ؟» | ١٢ |
فَأَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلامِيذِهِ، قَائِلاً لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَسَيُلاقِيكُمَا هُنَاكَ رَجُلٌ يَحْمِلُ جَرَّةَ مَاءٍ، فَاتْبَعَاهُ. | ١٣ |
وَحَيْثُ يَدْخُلُ، قُولا لِرَبِّ الْبَيْتِ: إِنَّ الْمُعَلِّمَ يَقُولُ: أَيْنَ غُرْفَتِي الَّتِي فِيهَا سَآكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلامِيذِي؟ | ١٤ |
فَيُرِيَكُمَا غُرْفَةً كَبِيرَةً فِي الطَّبَقَةِ الْعُلْيَا، مَفْرُوشَةً مُجَهَّزَةً. هُنَاكَ جَهِّزَا لَنَا!» | ١٥ |
فَانْطَلَقَ التِّلْمِيذَانِ وَدَخَلا الْمَدِينَةَ، وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا. وَهُنَاكَ جَهَّزَا لِلْفِصْحِ. | ١٦ |
وَلَمَّا حَلَّ الْمَسَاءُ، جَاءَ يَسُوعُ مَعَ الاِثْنَيْ عَشَرَ. | ١٧ |
وَبَيْنَمَا كَانُوا مُتَّكِئِينَ يَأْكُلُونَ، قَالَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي، وَهُوَ يَأْكُلُ الآنَ مَعِي». | ١٨ |
فَأَخَذَ الْحُزْنُ يَسْتَوْلِي عَلَيْهِمْ، وَبَدَأُوا يَسْأَلُونَهُ وَاحِداً بَعْدَ الآخَرِ: «هَلْ أَنَا؟» | ١٩ |
وَلكِنَّهُ أَجَابَهُمْ قَائِلاً: «إِنَّهُ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ، وَهُوَ الَّذِي يَغْمِسُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ. | ٢٠ |
إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لابُدَّ أَنْ يَمْضِيَ كَمَا قَدْ كُتِبَ عَنْهُ، وَلكِنِ الْوَيْلُ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي عَلَى يَدِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْراً لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!» | ٢١ |
وَبَيْنَمَا كَانُوا يَأْكُلُونَ، أَخَذَ يَسُوعُ رَغِيفاً، وَبَارَكَ، وَكَسَّرَ، وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «خُذُوا: هَذَا هُوَ جَسَدِي». | ٢٢ |
ثُمَّ أَخَذَ الْكَأْسَ، وَشَكَرَ، وَأَعْطَاهُمْ، فَشَرِبُوا مِنْهَا كُلُّهُمْ، | ٢٣ |
وَقَالَ لَهُمْ: «هَذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ، الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ. | ٢٤ |
الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَا أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ أَبَداً، إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي أَشْرَبُهُ فِيهِ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ اللهِ». | ٢٥ |
ثُمَّ رَتَّلُوا، وَانْطَلَقُوا خَارِجاً إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ. | ٢٦ |
وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «كُلُّكُمْ سَتَشُكُّونَ، لأَنَّهُ قَدْ كُتِبَ: سَأَضْرِبُ الرَّاعِي، فَتَتَشَتَّتُ الْخِرَافُ. | ٢٧ |
وَلكِنْ بَعْدَ قِيَامَتِي، سَأَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ». | ٢٨ |
وَلكِنَّ بُطْرُسَ قَالَ لَهُ: «وَلَوْ شَكَّ الْجَمِيعُ، فَأَنَا لَنْ أَشُكَّ». | ٢٩ |
فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ، فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاثَ مَرَّاتٍ». | ٣٠ |
إِلّا أَنَّ بُطْرُسَ قَالَ بِأَكْثَرِ تَأْكِيدٍ: «وَلَوْ كَانَ عَلَيَّ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ، لَا أُنْكِرُكَ أَبَداً!» وَقَالَ التَّلامِيذُ كُلُّهُمْ مِثْلَ هَذَا الْقَوْلِ. | ٣١ |
وَوَصَلُوا إِلَى بُسْتَانٍ اسْمُهُ جَثْسَيْمَانِي، فَقَالَ لِتَلامِيذِهِ: «اجْلِسُوا هُنَا حَتَّى أُصَلِّيَ». | ٣٢ |
وَقَدْ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، وَبَدَأَ يَشْعُرُ بِالرَّهْبَةِ وَالْكَآبَةِ. | ٣٣ |
وَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. اِبْقَوْا هُنَا وَاسْهَرُوا». | ٣٤ |
ثُمَّ ابْتَعَدَ قَلِيلاً، وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ، وَأَخَذَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ السَّاعَةُ إِنْ كَانَ مُمْكِناً. | ٣٥ |
وَقَالَ «أَبَّا، يَا أَبِي، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَدَيْكَ. فَأَبْعِدْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ، وَلكِنْ لِيَكُنْ لَا مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ!» | ٣٦ |
ثُمَّ رَجَعَ فَوَجَدَ تَلامِيذَهُ نَائِمِينَ، فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «هَلْ أَنْتَ نَائِمٌ يَا سِمْعَانُ؟ أَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟ | ٣٧ |
اسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. إِنَّ الرُّوحَ نَشِيطٌ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». | ٣٨ |
ثُمَّ ذَهَبَ وَصَلَّى ثَانِيَةً، فَرَدَّدَ الْكَلامَ نَفْسَهُ. | ٣٩ |
وَلَمَّا رَجَعَ، وَجَدَهُمْ أَيْضاً نَائِمِينَ لأَنَّ النُّعَاسَ أَثْقَلَ أَعْيُنَهُمْ، وَلَمْ يَدْرُوا بِمَاذَا يُجِيبُونَهُ. | ٤٠ |
ثُمَّ رَجَعَ فِي الْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ وَقَالَ لَهُمْ: «نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا. يَكْفِي! أَقْبَلَتِ السَّاعَةُ. هَا إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي الْخَاطِئِينَ. | ٤١ |
قُومُوا لِنَذْهَبَ. هَا قَدِ اقْتَرَبَ الَّذِي يُسَلِّمُنِي!» | ٤٢ |
وَفِي الْحَالِ، فِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ، وَصَلَ يَهُوذَا، أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ، وَمَعَهُ جَمْعٌ عَظِيمٌ يَحْمِلُونَ السُّيُوفَ وَالْعِصِيَّ، وَقَدْ أَرْسَلَهُمْ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ. | ٤٣ |
وَكَانَ مُسَلِّمُهُ قَدْ أَعْطَاهُمْ عَلامَةً قَائِلاً: «الَّذِي أُقَبِّلُهُ، فَهُوَ هُوَ. فَاقْبِضُوا عَلَيْهِ وَسُوقُوهُ بِحَذَرٍ». | ٤٤ |
فَمَا إِنْ وَصَلَ يَهُوذَا، حَتَّى تَقَدَّمَ إِلَيْهِ، وَقَالَ: «سَيِّدِي!» وَقَبَّلَهُ بِحَرَارَةٍ. | ٤٥ |
فَأَلْقَوْا الْقَبْضَ عَلَيْهِ. | ٤٦ |
وَلكِنَّ وَاحِداً مِنَ الْوَاقِفِينَ هُنَاكَ، اسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذُنَهُ. | ٤٧ |
وَكَلَّمَهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً: «أَكَمَا عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِالسُّيُوفِ وَالْعِصِيِّ لِتَقْبِضُوا عَلَيَّ؟ | ٤٨ |
كُنْتُ كُلَّ يَوْمٍ بَيْنَكُمْ أُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ، وَلَمْ تَقْبِضُوا عَلَيَّ. وَلَكِنَّ هَذَا يَجْرِي إِتْمَاماً لِلْكِتَابِ». | ٤٩ |
عِنْدَئِذٍ تَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا. | ٥٠ |
وَتَبِعَهُ شَابٌّ لَا يَلْبَسُ غَيْرَ إِزَارٍ عَلَى عُرْيِهِ، فَأَمْسَكُوهُ. | ٥١ |
فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَاناً. | ٥٢ |
وَسَاقُوا يَسُوعَ إِلَى رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْكَتَبَةُ. | ٥٣ |
وَتَبِعَهُ بُطْرُسُ مِنْ بَعِيدٍ إِلَى دَاخِلِ دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَكَانَ جَالِساً مَعَ الْحُرَّاسِ يَسْتَدْفِئُ عِنْدَ النَّارِ. | ٥٤ |
وَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْمَجْلِسُ الأَعْلَى كُلُّهُ يَبْحَثُونَ عَنْ شَهَادَةٍ عَلَى يَسُوعَ لِيَقْتُلُوهُ، فَلَمْ يَجِدُوا. | ٥٥ |
فَقَدْ شَهِدَ كَثِيرُونَ عَلَيْهِ زُوراً، وَلكِنَّ شَهَادَاتِهِمْ كَانَتْ مُتَنَاقِضَةً. | ٥٦ |
ثُمَّ قَامَ بَعْضُهُمْ وَشَهِدُوا عَلَيْهِ زُوراً قَائِلِينَ: | ٥٧ |
«سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: سَأَهْدِمُ هَذَا الْهَيْكَلَ الَّذِي صَنَعَتْهُ الأَيَادِي، وَفِي ثَلاثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِي هَيْكَلاً آخَرَ لَمْ تَصْنَعْهُ الأَيَادِي». | ٥٨ |
وَلكِنْ فِي هَذَا أَيْضاً، كَانَتْ شَهَادَاتُهُمْ مُتَنَاقِضَةً. | ٥٩ |
فَوَقَفَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ فِي وَسَطِ الْمَجْلِسِ وَسَأَلَ يَسُوعَ: «أَمَا تَرُدُّ شَيْئاً؟ بِمَاذَا يَشْهَدُ هؤُلاءِ عَلَيْكَ؟» | ٦٠ |
وَلكِنَّهُ ظَلَّ صَامِتاً وَلَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. فَعَادَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ: «أَأَنْتَ الْمَسِيحُ، ابْنُ الْمُبَارَكِ؟» | ٦١ |
فَقَالَ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تَرَوْنَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُدْرَةِ، ثُمَّ آتِياً عَلَى سُحُبِ السَّمَاءِ!» | ٦٢ |
فَشَقَّ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ، وَقَالَ: «لا حَاجَةَ بِنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ. | ٦٣ |
قَدْ سَمِعْتُمْ كَلامَ كُفْرِهِ: فَمَا رَأْيُكُمْ؟» فَحَكَمَ الْجَمِيعُ بِأَنَّهُ يَسْتَحِقُّ الْمَوْتَ. | ٦٤ |
فَبَدَأَ بَعْضُهُمْ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، وَيُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَلْطِمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ: «تَنَبَّأْ!» وَأَخَذَ الْحُرَّاسُ يَصْفَعُونَهُ. | ٦٥ |
وَبَيْنَمَا كَانَ بُطْرُسُ تَحْتُ فِي سَاحَةِ الدَّارِ، جَاءَتْ إِحْدَى خَادِمَاتِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، | ٦٦ |
فَلَمَّا رَأَتْ بُطْرُسَ يَسْتَدْفِئُ، نَظَرَتْ إِلَيْهِ وَقَالَتْ: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» | ٦٧ |
وَلكِنَّهُ أَنْكَرَ قَائِلاً: «لا أَدْرِي وَلا أَفْهَمُ مَا تَقُولِينَ!» ثُمَّ ذَهَبَ خَارِجاً إِلَى مَدْخَلِ الدَّارِ. فَصَاحَ الدِّيكُ | ٦٨ |
وَإِذْ رَأَتْهُ الْخَادِمَةُ ثَانِيَةً، أَخَذَتْ تَقُولُ لِلْوَاقِفِينَ هُنَاكَ: «هَذَا وَاحِدٌ مِنْهُمْ!» | ٦٩ |
فَأَنْكَرَ ثَانِيَةً. وَبَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضاً، قَالَ الْوَاقِفُونَ هُنَاكَ لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، لأَنَّكَ جَلِيلِيٌّ». | ٧٠ |
وَلكِنَّهُ بَدَأَ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لَا أَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي تَتَحَدَّثُونَ عَنْهُ». | ٧١ |
وَصَاحَ الدِّيكُ مَرَّةً ثَانِيَةً فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ مَا قَالَه يَسُوعُ لَهُ: «قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاثَ مَرَّاتٍ». وَإِذْ تَفَكَّرَ بِذَلِكَ أَخَذَ يَبْكِي. | ٧٢ |