اسْتَمِعُوا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ عَلَى وَشْكِ عُبُورِ نَهْرِ الأُرْدُنِّ لِتَدْخُلُوا لِطَرْدِ شُعُوبٍ أَكْبَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكُمْ، وَلِلاسْتِيلاءِ عَلَى مُدُنٍ عَظِيمَةٍ مُحَصَّنَةٍ بِأَسْوَارٍ تَبْلُغُ عَنَانَ السَّمَاءِ، | ١ |
يُقِيمُ فِيهَا الْعَنَاقِيُّونَ الْجَبَابِرَةُ الْعَمَالِقَةُ الَّذِينَ عَرَفْتُمْ عَنْهُمْ وَسَمِعْتُمْ مَنْ يَقُولُ: مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَحَدَّى الْعَنَاقِيِّينَ؟ | ٢ |
فَاعْلَمُوا الْيَوْمَ أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يَتَقَدَّمُكُمْ كَنَارٍ آكِلَةٍ، وَهُوَ الَّذِي يَسْتَأْصِلُهُمْ وَيُذِلُّهُمْ أَمَامَكُمْ، فَتَطْرُدُونَهُمْ وَتُبِيدُونَهُمْ سَرِيعاً كَمَا كَلَّمَكُمُ الرَّبُّ. | ٣ |
لَا تَقُولُوا لأَنْفُسِكُمْ بَعْدَ أَنْ يَنْفِيَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِكُمْ: لَقَدْ أَدْخَلَنَا الرَّبُّ لاِمْتِلاكِ هَذِهِ الأَرْضِ بِفَضْلِ صَلاحِنَا. إِنَّمَا مِنْ أَجْلِ كَثْرَةِ إِثْمِهِمْ يَطْرُدُهُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ. | ٤ |
إِذْ لَيْسَ بِفَضْلِ صَلاحِكُمْ وَاسْتِقَامَتِكُمْ تَدْخُلُونَ لامْتِلاكِ أَرْضِهِمْ، إِنَّمَا مِنْ أَجْلِ إِثْمِهِمْ يَطْرُدُهُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ وَفَاءً بِوَعْدِهِ الَّذِي أَقْسَمَ عَلَيْهِ لِآبَائِكُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. | ٥ |
فَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ بِفَضْلِ صَلاحِكُمْ يَهَبُكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ هَذِهِ الأَرْضَ الْخَصِيبَةَ لامْتِلاكِهَا، لأَنَّكُمْ شَعْبٌ عَنِيدٌ. | ٦ |
اُذْكُرُوا وَلا تَنْسَوْا كَيْفَ أَسْخَطْتُمُ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ عَلَيْكُمْ فِي الصَّحْرَاءِ، فَمُنْذُ أَنْ غَادَرْتُمْ دِيَارَ مِصْرَ حَتَّى بَلَغْتُمْ هَذَا الْمَكَانَ وَأَنْتُمْ تُقَاوِمُونَ الرَّبَّ. | ٧ |
فَفِي جَبَلِ حُورِيبَ أَثَرْتُمْ غَيْظَ الرَّبِّ، فَاحْتَدَمَ غَضَبُهُ عَلَيْكُمْ حَتَّى أَوْشَكَ أَنْ يُفْنِيَكُمْ. | ٨ |
فَحِينَ صَعِدْتُ إِلَى الْجَبَلِ لأَتَسَلَّمَ لَوْحَيْ حَجَرِ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ، وَأَقَمْتُ فِيهِ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً لَا آكُلُ فِيهَا خُبْزاً أَوْ أَشْرَبُ مَاءً، | ٩ |
وَسَلَّمَنِي الرَّبُّ لَوْحَيِ الْحَجَرِ الْمَكْتُوبَيْنِ بِأَصْبَعِ اللهِ، حَيْثُ خَطَّ عَلَيْهِمَا جَمِيعَ الْوَصَايَا الَّتِي كَلَّمَكُمْ بِها الرَّبُّ فِي الْجَبَلِ مِنْ وَسَطِ النَّارِ فِي يَوْمِ الاجْتِمَاعِ. | ١٠ |
وَحِينَ أَعْطَانِي الرَّبُّ لَوْحَيْ حَجَرِ الْعَهْدِ فِي نِهَايَةِ الأَرْبَعِينَ نَهَاراً وَالأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، | ١١ |
قَالَ لِي الرَّبُّ: قُمْ وَأَسْرِعْ بِالنُّزُولِ مِنْ هُنَا، لأَنَّ شَعْبَكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ مِصْرَ قَدْ ضَلَّ. زَاغُوا سَرِيعاً عَنِ السَّبِيلِ الَّذِي أَوْصَيْتُهُمْ بِهِ، إِذْ صَاغُوا لأَنْفُسِهِمْ تِمْثَالاً مَسْبُوكاً. | ١٢ |
ثُمَّ قَالَ لِي: قَدْ تَأَمَّلْتُ هَذَا الشَّعْبَ وَإِذْ بِهِ شَعْبٌ مُتَصَلِّبُ الْقَلْبِ. | ١٣ |
دَعْنِي أَسْتَأْصِلُهُمْ وَأَمْحُو اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ، وَأُقِيمُ مِنْكَ شَعْباً أَعْظَمَ وَأَكْثَرَ مِنْهُمْ. | ١٤ |
فَانْصَرَفْتُ، وَانْحَدَرْتُ مِنَ الْجَبَلِ وَهُوَ مَا بَرِحَ يَشْتَعِلُ بِالنَّارِ، وَلَوْحَا الْعَهْدِ فِي يَدَيَّ. | ١٥ |
وَتَطَلَّعْتُ وَإذَا بِكُمْ قَدْ أَخْطَأْتُمْ إِلَى الرَّبِّ، وَصُغْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ عِجْلاً مَسْبُوكاً، وَضَلَلْتُمْ سَرِيعاً عَنِ السَّبِيلِ الَّذِي أَوْصَاكُمْ بِهِ الرَّبُّ. | ١٦ |
فَأَخَذْتُ اللَّوْحَيْنِ وَأَلْقَيْتُهُمَا مِنْ يَدَيَّ وَحَطَّمْتُهُمَا أَمَامَ أَعْيُنِكُمْ. | ١٧ |
ثُمَّ انْطَرَحْتُ بِذُلٍّ أَمَامَ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، كَمَا فِي السَّابِقِ، لَا آكُلُ خُبْزاً وَلا أَشْرَبُ مَاءً، مِنْ جَرَّاءِ كُلِّ خَطَايَاكُمُ الَّتِي ارْتَكَبْتُمُوهَا فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لِتُغِيظُوهُ، | ١٨ |
لأَنَّنِي جَزِعْتُ مِنْ غَضَبِ الرَّبِّ وَاحْتِدَامِ سَخَطِهِ عَلَيْكُمْ، حَتَّى أَوْشَكَ أَنْ يُبِيدَكُمْ. فَاسْتَجَابَ لِيَ الرَّبُّ أَيْضاً فِي تِلْكَ الْمَرَّةِ. | ١٩ |
كَمَا غَضِبَ الرَّبُّ عَلَى هرُونَ أَيْضاً حَتَّى كَادَ أَنْ يُهْلِكَهُ، فَصَلَّيْتُ مِنْ أَجْلِهِ حِينَئِذٍ، فَقَبِلَ الرَّبُّ تَضَرُّعِي. | ٢٠ |
أَمَّا خَطِيئَتُكُمْ، الْعِجْلُ الَّذِي سَبَكْتُمُوهُ، فَقَدْ أَخَذْتُهُ وَأَحْرَقْتُهُ وَدَقَقْتُهُ وَطَحَنْتُهُ جَيِّداً، حَتَّى اسْتَحَالَ إِلَى تُرَابٍ، ثُمَّ طَرَحْتُ غُبَارَهُ فِي النَّهْرِ الْمُنْحَدِرِ مِنَ الْجَبَلِ. | ٢١ |
وَمَا لَبِثْتُمْ أَنْ أَسْخَطْتُمُ الرَّبَّ فِي تَبْعِيرَةَ وَمَسَّةَ وَقَبْرُوتَ هَتَّأَوَةَ. | ٢٢ |
وَحِينَ أَرْسَلَكُمُ الرَّبُّ مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ وَأَمَرَ: اصْعَدُوا لامْتِلاكِ الأَرْضِ الَّتِي وَهَبْتُهَا لَكُمْ، عَصَيْتُمْ أَمْرَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَلَمْ تُصَدِّقُوهُ، وَلَمْ تَأْتَمِرُوا بِقَوْلِهِ، | ٢٣ |
فَأَنْتُمْ حَقّاً مُتَمَرِّدُونَ عَلَى الرَّبِّ مُنْذُ أَنْ عَرَفْتُكُمْ. | ٢٤ |
فَسَقَطْتُ أَمَامَ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لأَنَّ الرَّبَّ أَعْلَنَ أَنَّهُ عَازِمٌ أَنْ يَقْضِيَ عَلَيْكُمْ. | ٢٥ |
وَابْتَهَلْتُ إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، لَا تُهْلِكْ شَعْبَكَ وَمِيرَاثَكَ الَّذِي افْتَدَيْتَهُ بِقُوَّتِكَ الْعَظِيمَةِ، وَأَخْرَجْتَهُ مِنْ مِصْرَ بِقُدْرَةٍ فَائِقَةٍ. | ٢٦ |
اُذْكُرْ عَبِيدَكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، وَتَغَاضَ عَنْ عِنَادِ هَذَا الشَّعْبِ وَإِثْمِهِ وَخَطِيئَتِهِ، | ٢٧ |
لِئَلّا يَقُولَ أَهْلُ مِصْرَ الَّذِينَ أَخْرَجْتَنَا مِنْ بَيْنِهِمْ: لَقَدْ أَخْرَجَهُمُ الرَّبُّ لِيُهْلِكَهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ، لأَنَّهُ عَجَزَ عَنْ إِدْخَالِهِمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي وَعَدَهُمْ بِها، وَلأَنَّهُ مَقَتَهُمْ. | ٢٨ |
إِنَّهُمْ شَعْبُكَ وَمِيرَاثُكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ بِقُوَّتِكَ الْعَظِيمَةِ وَقُدْرَتِكَ الْفَائِقَةِ. | ٢٩ |