وَكَانَ يُصَلِّي فِي أَحَدِ الأَمَاكِنِ، فَلَمَّا انْتَهَى، قَالَ لَهُ أَحَدُ تَلامِيذِهِ: «يَا رَبُّ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا عَلَّمَ يُوحَنَّا تَلامِيذَهُ». | ١ 1 |
فَقَالَ لَهُمْ: «عِنْدَمَا تُصَلُّونَ، قُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ! لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ. | ٢ 2 |
خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ؛ | ٣ 3 |
وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا، لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا؛ وَلا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ!» | ٤ 4 |
ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «مَنْ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ صَدِيقٌ، فَيَذْهَبُ إِلَيْهِ فِي مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ وَيَقُولُ لَهُ: يَا صَدِيقِي، أَقْرِضْنِي ثَلاثَةَ أَرْغِفَةٍ، | ٥ 5 |
فَقَدْ جَاءَنِي صَدِيقٌ مِنْ سَفَرٍ، وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أُقَدِّمُ لَهُ! | ٦ 6 |
لكِنَّ صَدِيقَهُ يُجِيبُهُ مِنَ الدَّاخِلِ: لَا تُزْعِجْنِي! فَقَدْ أَقْفَلْتُ الْبَابَ، وَهَا أَنَا وَأَوْلادِي فِي الْفِرَاشِ. لَا أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ وَأُعْطِيَكَ! | ٧ 7 |
أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ لَا يَقُومُ وَيُعْطِيهِ لأَنَّهُ صَدِيقُهُ، فَلابُدَّ أَنْ يَقُومَ وَيُعْطِيَهُ قَدْرَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ، لأَنَّهُ أَلَحَّ فِي الطَّلَبِ. | ٨ 8 |
فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: اسْأَلُوا، تُعْطَوْا؛ اطْلُبُوا، تَجِدُوا؛ اقْرَعُوا، يُفْتَحْ لَكُمْ: | ٩ 9 |
فَإِنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلْ يَنَلْ، وَمَنْ يَسْعَ يَجِدْ، وَمَنْ يَقْرَعْ يُفْتَحْ لَهُ. | ١٠ 10 |
فَأَيُّ أَبٍ مِنْكُمْ يَطْلُبُ مِنْهُ ابْنُهُ خُبْزاً فَيُعْطِيهِ حَجَراً؟ أَوْ يَطْلُبُ سَمَكَةً فَيُعْطِيهِ بَدَلَ السَّمَكَةِ حَيَّةً؟ | ١١ 11 |
أَوْ يَطْلُبُ بَيْضَةً، فَيُعْطِيهِ عَقْرَباً؟ | ١٢ 12 |
فَإِنْ كُنْتُمْ، أَنْتُمُ الأَشْرَارُ، تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلادَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالأَحْرَى الآبُ، الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ يَهَبُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لِمَنْ يَسْأَلُونَهُ؟» | ١٣ 13 |
وَكَانَ يَطْرُدُ شَيْطَاناً (مِن رَجُلٍ) كَانَ ذلِكَ الشَّيْطَانُ قَدْ أَخْرَسَهُ. فَلَمَّا طُرِدَ الشَّيْطَانُ، نَطَقَ الأَخْرَسُ. فَتَعَجَّبَتِ الجُمُوعُ. | ١٤ 14 |
وَلكِنَّ بَعْضاً مِنْهُمْ قَالُوا: «إِنَّمَا يَطْرُدُ الشَّيَاطِينَ بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ». | ١٥ 15 |
وَطَلَبَ مِنْهُ آخَرُونَ، لِيُجَرِّبُوهُ، مُعْجِزَةً مِنَ السَّمَاءِ. | ١٦ 16 |
وَلكِنَّهُ عَلِمَ أَفْكَارَهُمْ وَقَالَ لَهُمْ: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ عَلَى ذَاتِهَا تَخْرَبُ، وَكُلُّ بَيْتٍ (يَنْقَسِمُ) عَلَى بَيْتٍ يَسْقُطُ. | ١٧ 17 |
فَإِنْ كَانَ الشَّيْطَانُ كَذلِكَ قَدِ انْقَسَمَ عَلَى ذَاتِهِ، فَكَيْفَ تَصْمُدُ مَمْلَكَتُهُ؟ فَقَدْ قُلْتُمْ إِنِّي أَطْرُدُ الشَّيَاطِينَ بِبَعْلَزَبُولَ. | ١٨ 18 |
وَلكِنْ، إِنْ كُنْتُ أَنَا أَطْرُدُ الشَّيَاطِينَ بِبَعْلَزَبُولَ، فَأَبْنَاؤُكُمْ بِمَنْ يَطْرُدُونَهُمْ؟ لِذلِكَ هُمْ يَحْكُمُونَ عَلَيْكُمْ. | ١٩ 19 |
أَمَّا إِذَا كُنْتُ أَطْرُدُ الشَّيَاطِينَ بِإِصْبَعِ اللهِ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ. | ٢٠ 20 |
عِنْدَمَا يَحْرُسُ الْقَوِيُّ بَيْتَهُ وَهُوَ بِكَامِلِ سِلاحِهِ، تَكُونُ أَمْتِعَتُهُ فِي مَأْمَنٍ. | ٢١ 21 |
وَلكِنْ عِنْدَمَا يَغْزُوهُ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ فَيَغْلِبُهُ، فَإِنَّهُ يُجَرِّدُهُ مِنْ كَامِلِ سِلاحِهِ الَّذِي اعْتَمَدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ. | ٢٢ 22 |
مَنْ لَيْسَ مَعِي، فَهُوَ ضِدِّي؛ وَمَنْ لَا يَجْمَعُ مَعِي، فَهُوَ يُفَرِّقُ. | ٢٣ 23 |
بَعْدَ أَنْ يَخْرُجَ الرُّوحُ النَّجِسُ مِنَ الإِنْسَانِ، يَهِيمُ فِي الأَمَاكِنِ الْقَاحِلَةِ طَلَباً لِلرَّاحَةِ، وَإِذْ لَا يَجِدُ، يَقُولُ: سَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي الَّذِي غَادَرْتُهُ! | ٢٤ 24 |
وَعِنْدَمَا يَأْتِي، يَجِدُهُ مَكْنُوساً مُزَيَّناً. | ٢٥ 25 |
فَيَذْهَبُ وَيَصْطَحِبُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَرْدَأَ مِنْهُ، فَتَدْخُلُ ذلِكَ الإِنْسَانَ وَتَسْكُنُهُ، فَتَصِيرُ الْحَالَةُ الأَخِيرَةُ لِذلِكَ الإِنْسَانِ أَرْدَأَ مِنَ الأُولَى!» | ٢٦ 26 |
وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا، رَفَعَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَيْنِ الْجَمْعِ صَوْتَهَا قَائِلَةً لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذِي حَمَلَكَ، وَالثَّدْيَيْنِ اللَّذَيْنِ رَضَعْتَهُمَا!» | ٢٧ 27 |
إِلّا أَنَّهُ قَالَ: «بَلْ طُوبَى لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِها». | ٢٨ 28 |
وَإِذْ كَانَتِ الْجُمُوعُ تَزْدَحِمُ عَلَيْهِ، أَخَذَ يَقُولُ: «هَذَا الْجِيلُ جِيلٌ شِرِّيرٌ، يَطْلُبُ مُعْجِزَةً وَلَنْ يُعْطَى مُعْجِزَةً إِلّا مُعْجِزَةَ يُونَانَ. | ٢٩ 29 |
فَإِنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوَى، فَهكَذَا أَيْضاً يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ لِهَذَا الْجِيلِ. | ٣٠ 30 |
إِنَّ مَلِكَةَ الْجَنُوبِ سَتَقُومُ فِي الدَّيْنُونَةِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُ لأَنَّهَا جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ. وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ! | ٣١ 31 |
وَأَهْلُ نِينَوَى سَيَقِفُونَ فِي الدَّيْنُونَةِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ: لأَنَّهُمْ تَابُوا لَدَى وَعْظِ يُونَانَ لَهُمْ. وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ. | ٣٢ 32 |
لَا أَحَدَ يُشْعِلُ مِصْبَاحاً وَيَضَعُهُ فِي مَكَانٍ مَخْفِيٍّ أَوْ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ يَرْفَعُهُ عَلَى الْمَنَارَةِ لِيَرَى الدَّاخِلُونَ النُّورَ. | ٣٣ 33 |
عَيْنُكَ هِيَ مِصْبَاحُ الْجَسَدِ: إِذَا كَانَتْ عَيْنُكَ سَلِيمَةً، يَكُونُ جَسَدُكَ كُلُّهُ مُنَوَّراً؛ أَمَّا إِذَا كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً، فَيَكُونُ جَسَدُكَ أَيْضاً مُظْلِماً. | ٣٤ 34 |
فَتَنَبَّهْ إِذَنْ لِئَلّا يَكُونَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاماً. | ٣٥ 35 |
إِذَنْ، إِنْ كَانَ جَسَدُكَ كُلُّهُ مُنَوَّراً وَلَيْسَ فِيهِ جَانِبٌ مُظْلِمٌ، فَإِنَّهُ يَكُونُ مُنَوَّراً بِكَامِلِهِ، كَأَنَّمَا أَنَارَ لَكَ الْمِصْبَاحُ بِإِشْعَاعِهِ!» | ٣٦ 36 |
وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ، طَلَبَ إِلَيْهِ أَحَدُ الْفَرِّيسِيِّينَ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ. فَدَخَلَ (بَيْتَهُ) وَاتَّكَأَ. | ٣٧ 37 |
وَلكِنَّ الْفَرِّيسِيَّ تَعَجَّبَ لَمَّا رَأَى أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ قَبْلَ الْغَدَاءِ. | ٣٨ 38 |
فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «أَنْتُمُ الْفَرِّيسِيِّينَ تُنَظِّفُونَ الْكَأْسَ وَالصَّحْفَةَ مِنَ الْخَارِجِ، وَلكِنَّكُمْ مِنَ الدَّاخِلِ مَمْلُوؤُونَ نَهْباً وَخُبْثاً. | ٣٩ 39 |
أَيُّهَا الأَغْبِيَاءُ، أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ قَدْ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضاً؟ | ٤٠ 40 |
أَحْرَى بِكُمْ أَنْ تَتَصَدَّقُوا بِمَا عِنْدَكُمْ، فَيَكُونُ كُلُّ شَيْءٍ طَاهِراً لَكُمْ. | ٤١ 41 |
وَلكِنِ الْوَيْلُ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ فَإِنَّكُمْ تَدْفَعُونَ عُشْرَ النَّعْنَعِ وَالسَّذَّابِ وَالْبُقُولِ الأُخْرَى، وَتَتَجَاوَزُونَ عَنِ الْعَدْلِ وَمَحَبَّةِ اللهِ: كَانَ يَجِبُ أَنْ تَعْمَلُوا هَذَا وَلا تُهْمِلُوا ذَاكَ! | ٤٢ 42 |
الْوَيْلُ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ، فَإِنَّكُمْ تُحِبُّونَ تَصَدُّرَ الْمَقَاعِدِ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ وَتَلَقِّي التَّحِيَّاتِ فِي السَّاحَاتِ الْعَامَّةِ! | ٤٣ 43 |
الْوَيْلُ لَكُمْ، فَإِنَّكُمْ تُشْبِهُونَ الْقُبُورَ الْمَخْفِيَّةَ، يَمْشِي النَّاسُ عَلَيْهَا وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ!» | ٤٤ 44 |
وَتَكَلَّمَ أَحَدُ عُلَمَاءِ الشَّرِيعَةِ، قَائِلاً لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، إِنَّكَ بِقَوْلِكَ هَذَا تُهِينُنَا نَحْنُ أَيْضاً». | ٤٥ 45 |
فَقَالَ: «وَالْوَيْلُ أَيْضاً لَكُمْ يَا عُلَمَاءَ الشَّرِيعَةِ، فَإِنَّكُمْ تُحَمِّلُونَ النَّاسَ أَحْمَالاً مُرْهِقَةً، وَأَنْتُمْ لَا تَمَسُّونَهَا بِإِصْبَعٍ مِنْ أَصَابِعِكُمْ! | ٤٦ 46 |
الْوَيْلُ لَكُمْ، فَإِنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَآبَاؤُكُمْ قَتَلُوهُمْ. | ٤٧ 47 |
فَأَنْتُمْ إِذَنْ تَشْهَدُونَ مُوَافِقِينَ عَلَى أَعْمَالِ آبَائِكُمْ: فَهُمْ قَتَلُوا الأَنْبِيَاءَ، وَأَنْتُمْ تَبْنُونَ قُبُورَهُمْ. | ٤٨ 48 |
لِهَذَا السَّبَبِ أَيْضاً قَالَتْ حِكْمَةُ اللهِ: سَأُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ وَرُسُلاً، فَيَقْتُلُونَ مِنْهُمْ وَيَضْطَهِدُونَ، | ٤٩ 49 |
حَتَّى إِنَّ دِمَاءَ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ الْمَسْفُوكَةَ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، يُطَالَبُ بِها هَذَا الْجِيلُ، | ٥٠ 50 |
مِنْ دَمِ هَابِيلَ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا الَّذِي قُتِلَ بَيْنَ الْمَذْبَحِ وَالْقُدْسِ! أَقُولُ لَكُمْ: نَعَمْ، إِنَّ تِلْكَ الدِّمَاءَ يُطَالَبُ بِها هَذَا الْجِيلُ. | ٥١ 51 |
الْوَيْلُ لَكُمْ يَا عُلَمَاءَ الشَّرِيعَةِ، فَإِنَّكُمْ خَطِفْتُمْ مِفْتَاحَ الْمَعْرِفَةِ، فَلا أَنْتُمْ دَخَلْتُمْ وَلا تَرَكْتُمُ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!» | ٥٢ 52 |
وَفيِمَا هُوَ خَارِجٌ مِنْ هُنَاكَ، بَدَأَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ يُضَيِّقُونَ عَلَيْهِ كَثِيراً، وَأَخَذُوا يَسْتَدْرِجُونَهُ إِلَى الْكَلامِ فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، | ٥٣ 53 |
وَهُمْ يُرَاقِبُونَهُ سَعْياً إِلَى اصْطِيَادِهِ بِكَلامٍ يَقُولُهُ. | ٥٤ 54 |